جوزيف سميث: نبي المورمون

في رحلة حياة استثنائية، حمل جوزيف سميث جونيور، رمزًا دينيًا وسياسيًا أمريكيًا، مشعل رسالة دينية ألهمت الملايين. ولد في ٢٣ ديسمبر ١٨٠٥ في قرية صغيرة في فيرمونت، نمت بذرة إيمانه في بيئة تزخر بالحماس الديني خلال الصحوة العظيمة الثانية. رأى سميث، في سن الثانية عشر، رؤيا أحدثت تحولًا جذريًا في حياته، حيث زاره الله الأب ويسوع المسيح، حسبما روى. هذه الرؤيا، التي قد تبدو خرافية للبعض، أرست أساس إيمانه الراسخ.

في عام ١٨٢٣، زعم سميث أنه التقى بملاكًا عرّفه على مكان ألواح ذهبية مدفونة، تتضمن تاريخًا قديمًا لحضارة أمريكية. ترجم سميث، حسب ادعائه، هذه الألواح إلى كتاب المورمون الذي نشر في عام ١٨٣٠. هذا الكتاب، الذي يُعدّ جوهرًا رئيسيًا في ديانة المورمون، جمع عشرات الآلاف من الأتباع حول سميث في غضون أربعة عشر عامًا فقط. تُشير التقديرات إلى أن ديانته باتت تحظى بمتابعة ملايين المؤمنين في مختلف أنحاء العالم، وتشمل عدة كنائس، أبرزها كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.

لم تكن رحلة سميث سهلة. انتقل مع عائلته إلى غرب نيويورك بعد سلسلة من المجاعات التي أصابت محاصيلهم. واجه صعوبات اقتصادية، وحاول البحث عن الكنوز باستخدام حجر مبصر، وهي ممارسة شائعة في ذلك الزمن. كما واجه معارضة شديدة من خصومه، الذين اتهموه بالخداع والسحر. ولكن إيمانه وثباته لم يتزعزعوا.

أسس سميث كنيسته، وانتقل مع أتباعه غربًا، بحثًا عن "صهيون" التي كان يحلم بها. واجهوا صعوبات جمة، من العنف إلى الخلافات الداخلية، لكنهم ظلوا متمسكين بإيمانهم. حتى أنه خاض حملة رئاسية في عام ١٨٤٤. لكن رحلته انتهت بشكل مأساوي عندما قُتل في كارثاج بولاية إلينوي على يد حشد غاضب. حدث ذلك بعد أن أمر بتدمير مطبعة صحيفة انتقدت سلطته وممارسته تعدد الزوجات، وهو ما أشعل غضب أعدائه.

ورغم نهاية حياته المأساوية، إلا أن إرث سميث الديني مستمر حتى اليوم. كتب سميث العديد من النصوص التي اعتبرها وحيًا إلهيًا، واعتبرها أتباعه بمثابة كُتب مقدسة. تتناول تعاليمه العديد من المفاهيم الدينية والسياسية والاجتماعية. ويعتبره العديد من أتباعه نبيًا عظيمًا.

العبرة من القصة: تُظهر حياة جوزيف سميث، بالرغم من مآسيها وتحدياتها، قوة الإيمان والتصميم في مواجهة الصعاب. فإن الإيمان الراسخ، حتى لو كان مُختلفًا أو غير مفهوم، يمكن أن يُلهم ملايين الناس ويُحدث فرقًا كبيرًا في العالم. وقد تكون رحلة الشخص نحو الإيمان مليئة بالتحديات، لكن الهدف النبيل والتصميم يُمكنهما أن يقودا إلى نتائج رائعة.