ما هو التارو؟

2 months ago
34

لعبة التارو: رحلة عبر الزمن والأسرار

تخيل عالماً من الرموز والأسرار، عالماً يُفتح أبوابه من خلال مجموعة من البطاقات الغامضة. هذا هو عالم التارو، لعبة ورق قديمة غنية بالتاريخ والغموض، استخدمت في البداية كوسيلة للعب، ثم تطورت لتُصبح أداة للتنبؤ وقراءة الطالع.

ظهرت ألعاب الورق في أوروبا في القرن الرابع عشر، ومعها ظهرت فنون قراءة الطالع بالبطاقات، المعروفة باسم "الكارتومانسية". كانت قراءة الطالع بالورق العادية هي الطريقة الأكثر شيوعاً خلال القرون الثمانية عشر، والتاسع عشر، والعشرين. في فرنسا، كانت مجموعة "بيكيه" المكونة من 32 ورقة هي الأكثر استخداماً، على الرغم من إمكانية استخدام مجموعة الـ 52 ورقة أيضاً.

أما في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية، فقد سيطرت قراءة أوراق التارو على هذا المجال. وفي هذه المناطق، تتوفر بشكل أساسي فقط مجموعات التارو المصممة خصيصاً لقراءة الطالع.

لكن ما هو تاريخ التارو الحقيقي؟ على الرغم من الادعاءات التي تربط أصول التارو بمصر القديمة أو الكابالا أو التانترا الهندية أو كتاب "إيجينغ"، فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن التارو اخترع في شمال إيطاليا في منتصف القرن الخامس عشر. لم يُستخدم التارو لغرض قراءة الطالع إلا في أواخر القرن الثامن عشر. يُعتبر أنتوني كورت وجان بابتيست ألييت (إيتيلا) من أهم الشخصيات التي ساهمت في نشر قراءة التارو الغامضة في باريس خلال الثمانينيات من القرن الثامن عشر.

تتكون مجموعة أوراق التارو المستخدمة في قراءة الطالع من 78 ورقة، مقسمة إلى قسمين: الأركانا الكبرى (22 ورقة) والأركانا الصغرى (56 ورقة). تُسمى الأركانا الكبرى بالأسرار الكبرى، وتشمل أوراقاً مثل "المجنون"، و"المعلمة"، و"الإمبراطور"، وغيرها. أما الأركانا الصغرى، أو الأسرار الصغرى، فتتكون من أربعة أطقم، كل منها يحتوي على 14 ورقة.

من أشهر مجموعات التارو المستخدمة في قراءة الطالع: تارو مرسيليا، وتارو رايدر-وايت، وتارو ثوث. لكن مهما كان نوع المجموعة المستخدمة، فإن قراءة التارو ليست مجرد لعبة، بل هي رحلة لاستكشاف الذات، وفهم الحياة، واكتشاف الاحتمالات. إنها دعوة للتأمل والتفكير، لإيجاد المعنى في الرموز والرسائل الخفية، وأن نتعلم من الماضي لنبني مستقبلاً أفضل.

الدرس المُستفاد: مهما كانت المعتقدات حول أصول التارو، فإن قوته الحقيقية تكمن في قدرته على إلهام التفكير والبحث عن المعنى في حياتنا. إنه أداة قوية للتأمل الذاتي والنمو الشخصي، وليس مجرد وسيلة للتنبؤ بالمستقبل.

Loading comments...